قُتل الإنسان: كلمة تقال للدعاء عليه بالعذاب .
بعد أن ذكر القرآن الكريم على أنه كتابُ موعظةٍ وذكرى وهدى للناس ،يبين الله تعالى هنا جحودَ الإنسان وكفرَه الفاحشَ ولا سيّما أولئك الذين أُوتوا سَعةً من الرزق .ثم يذكّره بمصدر حياته ووجودِه ،وأصلِ نشْأتِه ،وكيف يسَّر له السبيلَ في حياته ثم تولى موتَه وبعثَه .ثم بعد ذلك ينعى على الإنسان تقصيره في أمره ،وأنه لا يؤدي ما عليه لخالِقِه ،فيقول:
{قُتِلَ الإنسان مَآ أَكْفَرَهُ ....} .
هذه جملةُ دعاءٍ على كل جاحِد ،والمرادُ بيانُ قُبحِ حالِه وتمرُّده وتكبُّره ،فما أشدَّ كفره مع إحسان الله إليه !والحقُّ أن الإنسانَ قد بلغ في كفره بالنعمة الإلهية مبلغاً يقضي بالعجب ،فإنه بعد ما رأى في نفسِه من آيات الله ،وبعد أن مضى عليه تلك السّنون الطوال في الأرض ،والتي شاهد فيها ما في هذا الكون الواسع العجيب من شواهدَ وأدلّة ونظام بديع ،
لا يزال يجحَدُ أنعم الله عليه ولا يشكرها .إن الله تعالى لم يدَعِ الإنسان سُدى ،فقد أرسل إليه الهداةَ إثر الهداة ،غير أن الإنسان ظلّ سادراً في ضلاله ،مغروراً بهذه الحياة الدنيا وما فيها من نعيم زائل .