ويتوجه الخطاب للنبي( ص ) من جديد ليؤكد له الحقائق الإيمانية التي لا بدّ من أن يبلّغها للناس في ما هي القوّة الإلهية ،في قوّة البطش ،وقوّة القدرة ،وشمولية الإرادة وحتمية نتائجها في كل شيء ،وفي سعة سلطانه ورفعة مجده .
{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} والبطش هو الأخذ بعنف ،فلا دافع لأخذه ،ولا رادّ لحكمه ،فما قيمة بطش الناس أمام بطشه ،فهو مالك السماوات والأرض ،وهو الجبّار القاهر فوق عباده ،ما يجعل الوجدان يهتز أمامه ويستصغر كل شيء معه .فإذا دخل الإنسان في مقارنةٍ بين بطش الله وبطش الإنسان ،وقف في حياته ليبتعد عن مواقع بطش الله ،حتى لو تعرّض لبطش الناس .