{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ} لأنهم استحقوا ذلك بعملهم وتقواهم من خلال وعد الله لهم بذلك ،والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً{ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} أي النجاح والنجاة من عذاب الآخرة ،وأيّ نجاح أعظم من النجاح في الحصول على الجنة ،وأيّ نجاة أفضل من النجاة من النار .وهذا ما ينبغي للمؤمنين أن يضعوه في حساباتهم الروحية ،في ما يوحون به لأنفسهم من إيحاءات الأحلام ،فلا يستغرقون في التأكيد على فوز الدنيا في ما يتسابق الناس إليه من الفرص المتاحة لهم في هذا الاتجاه ،بل يعملون على اعتبار الفوز في الآخرة من خلال فرص العمل الذي يؤدي إلى ذلك فوزاً كبيراً ،لأن مسألة العمل في جدّيته ،وفي مواقع الرغبة الذاتية فيه ،تخضع غالباً للاهتمامات الروحية والشعورية في النتائج النهائية التي ينتهي إليها أمر العمل .