{وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ} الذي يغفر الذنوب لعباده إذا تابوا وأنابوا إليه ،وقد يغفر الذنب لمن يراه مستحقاً لذلك من خلال طبيعة العناصر الحيّة في شخصه وعمله والذي يمنح عباده المؤمنين الذين عاشوا الودّ له ودّه ومحبته لهم ،وتلك هي الربوبية الرؤوفة الرحيمة الودودة التي تذكر العباد بالصداقة التي يريد الله لها أن تعيش في العلاقة بين الله وعباده ،في ما يوحي به ذلك من الحنوّ الغامر الذي يفيض على القلب فيملأه حباً وخيراً وسلاماً .وهذا ما ينبغي للمؤمنين أن يتطلعوا إليه في المحبة المتبادلة بينهم وبين الله ،فإنه الحب الذي لا حبّ أعلى منه ،وأيّ حبٍّ أعظم من أن تحب الله الذي خلقك وأنعم عليك بكل نعمه ،وأيُّ حبٍّ يفيض عليك ،أعظم من أن يحبّك الله ليدخلك في رحاب رحمته ونعيم رضوانه ،إنها إيحاءات أن يكون اللهوحدههو وليّك ،وأن تكون وليّ الله في مواقع رضاه .
وربما نستوحي من صفة الودود لله ،أن علاقته بعباده تنطلق من موقع الودّ لهم ،فهو يتودّد إليهم بكل وسائل الودّ ،حتى لو تنكّروا له ،كما جاء في الدعاء: «الحمد لله الذي تحبب إليَّ وهو غنيٌّ عني »[ 1] ،«وتتودّد إليَّ فلا أقبل منك كأن لي التطوّل عليك ،ثم لم يمنعك ذلك من الرحمة لي والإحسان إليَّ والتفضل عليَّ بجودك وكرمك »[ 2] .