{ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ} بعد كل هذا العناء الطويل ،والبلاء الكبير ،والآلام الكثيرة ،والصبر الجميل ،والعضّ على الجراح ،والاستعلاء على الأحزان ،والابتعاد عن كل انفعالات الغربة والوحشة في محيط الكفر والضلال ،ليستقبلك الله بعطفه وحنانه ورحمته ورضوانه .
{رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً} في هذه العلاقة الروحية بين العبد وربّه التي تحركت في مواقع الرضى ،فهي راضيةٌ بما قضى وقدّر ،وبما حكم وشرّع ،لأنها ترى أنها ملك الله ،وله أن يتصرف في ملكه بما يشاء ،ويحكم بما يريد ،وهي مرضيّةٌ عنده سبحانه ،بما آمنت به ،وبما قامت به من فروض الطاعة لديه ،والعمل على الحصول على محبته ،وبذلك عاشت السعادة والطمأنينة في حبها لله ،وحبّ الله لها .وهذا هو ما تستهدفه التربية القرآنية الإسلامية ،في أن يعمل الإنسان على تربية نفسه على الرضى بقضاء الله من موقع الوعي برحمته وعلمه وحكمه ،وعلى السعي للحصول على رضاه في موقع الالتزام بطاعته في أوامره ونواهيه .