الناقة المعجزة
{فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} فلا تمسّوها بسوء ،واجعلوا لها يوماً تشرب فيه من ينابيع الماء الموجودة لديكم ،ليتحوّل ذلك إلى لبنٍ تتغذون منه ،واجعلوا لكم يوماً آخر ،فهذه هي النعمة العظيمة التي أنزلها الله لتكون في مستوى الآية المعجزة ،وهذا هو البلاء الذي يمتحنكم فيه ليختبرفي ما يظهر من مواقفكمصدق إيمانكم وكذبه .ولكن الطغيان الذاتي والطبقي الذي جعلهم يعيشون ذهنية الاستعلاء على الناس ،ولا سيما المستضعفين منهم ،منعهم من الانسجام مع هذه الدعوة الواضحة في مواقع الحق فيها ،وموارد النصح في نتائجها ،مما لا مجال فيه لريبٍ أو شبهةٍ .ففكروا أن صالحاًوهو المستضعف فيهمجاء ليحقّق لنفسه امتيازاً اجتماعياًفي ما يخيّل إليهمعلى حساب امتيازاتهم ،واستغرقوا في ذلك بحيث شعروا بالخطر ،فأغلقوا قلوبهم عن سماع دعوته ،وتمادوا في البغي حتى قرروافيما بينهمقتل الناقة ،وأوكلوا تنفيذ ذلك إلى بعض سفهائهم