{فَعَقَرُوهَا}: العقر: إصابة أصل الشيء .ويطلق على نحر البعير والقتل .
{فَدَمْدمَ}: أهلك وأزعج .
{فَكَذَّبُوهُ} ليكون إعلان التكذيب أساساً لأيّ عمل عدوانيٍّ يقومون به ضدّه ،ليكون مقبولاً عند الناس .
غضب الله على قوم صالح
{فَعَقَرُوهَا} ليقتلوا الشاهد الأساس على صدقه الذي يمثل حركةً يوميّةً في مستوى النعمة الكبيرة والمعجزة البارزة على أن صالحاً مرسلٌ من ربّه{فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنبِهِمْ} أي فأطلق عليهم غضبه ،في ما يوحي به من تنكيلٍ وعذابٍ صارخ ،بسبب هذا الذنب الكبير .وإذا كان بعضهم قد قام بالعقر ،فإن البعض الآخر قد قام بالإعداد والتأييد والرضى ،الأمر الذي جعل التبعة الاجتماعية مشتركةً بينهم ،لأنهم أعطوا الجريمة قوّتها وفعاليتها من خلال هذا الشمول في الموقف العملي المتحرك .وهذا ما تؤكده هذه الآية التي اعتبرت العقر عملاً منسوباً إليهم جميعاً ،وأكدت شمولية الذنب لهم .وهذا ما عبّر عنه الإمام علي( ع ) في قوله المروي عنه في نهج البلاغة: «إنما يجمع الناس الرضى والسخط ،وإنما عقر ناقة ثمود رجل واحد ،فعمّهم الله بالعذاب لما عمّوه بالرضى »[ 1] ،وقال: «الراضي بفعل قومٍ كالداخل فيه معهم ،وعلى كل داخل في باطل إثمان: إثم العمل به ،وإثم الرضى به »[ 2] .وهكذا أطلق الله عليهم العذاب ،الذي عبر عنه بالدمدمة التي توحي بالرعب في إثارة الغضب ،{فَسَوَّاهَا} أي سوَّى أرضهم عاليها بسافلها ،وقيل سوّاها بينهم فلم يفلت من العذاب صغيرهم ولا كبيرهم .