هذا{الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} لأنه يعيش أجواء الرفض للرسالة قبل أن يستوعب فكرها ومنهجها وشريعتها ،من خلال رفضه للالتزام بالاستقامة في الخط ،لأنه يريد أن يأخذ حريته في السير وفق هواه ،ما يجعل من تكذيبه للرسول وإعراضه عن الرسالة معنى في العقدة الذاتية المستحكمة ،لا خطّاً في الفكر المضادّ ،لأن المفكر لا يعرض عن أيّة فكرة ،بل يُقبل على الدخول في نقاشٍ حولها ،ليكون قبوله عن وعي ،ورفضه عن موقف للفكر في نتائج الحوار .وإذا كانت العقدة الخبيثة تتحول إلى حالة عدوانية في السلوك ،فإن من الطبيعي أن يكون مصيره صورةً لعمله ،فإن الذي يهيّىء النار الحاقدة في الشعور ضد الإيمان والمؤمنين ،لا بد من أن يلتقي في الآخرة بالنار التي أعدها الله للكافرين .