( الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) يقول:الذي كذّب بآيات ربه، وأعرض عنها، ولم يصدق بها.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
* ذكر من قال ذلك:
حدثنا أبو كُرَيب، قال:ثنا وكيع، قال:ثنا هشام بن الغاز، عن مكحول، عن أبي هريرة، قال:لتدخلن الجنة إلا من يأبى، قالوا:يا أبا هريرة:ومن يأبى أن يدخل الجنة ؟ قال:فقرأ:( الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) .
حدثني الحسن بن ناصح، قال:ثنا الحسن بن حبيب ومعاذ بن معاذ، قالا ثنا الأشعث، عن الحسن في قوله:( لا يَصْلاهَا إِلا الأشْقَى ) قال معاذ:الذي كذّب وتولى، ولم يقله الحسن، قال:المشرك.
وكان بعض أهل العربية يقول:لم يكن كذب بردّ ظاهر، ولكن قصر عما أمر به من الطاعة، فجُعِل تكذيبا، كما تقول:لقي فلان العدوّ، فكذب إذا نكل ورجع، وذُكر أنه سمع بعض العرب يقول:ليس لحدّهم مكذوبة، بمعنى:أنهم إذا لقوا صدقوا القتال، ولم يرجعوا؛ قال:وكذلك قول الله:لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ.