الله المغني
{وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَى} أي فقيراً لا مال لك ،وهذا هو معنى العائل ،فقد كنت لا تملك أيَّ مصدرٍ من مصادر المال ،ولكن الله هيَّأ لك الغنى ،بما أعطاك من أسباب الرزق ،وذلك من خلال زواجك بخديجة بنت خويلد التي كانت تملك المال الوفير فوهبته لك .
وهكذا رأيت صنع الله بك ،ورعايته لك ،وعطفه عليك ،لتنفتح على مشكلة اليتيم العميقة في داخل وعيه ونظرته البائسة المشفقة إلى الحياة من خلال الخوف الذاتي الناشىء من فقدان الحضن الذي يوحي إليه بالشعور بالقوّة ،ويمنحه الإحساس بالثقة ،وابتعاد أجواء العطف والحنان عنه ،ما يجعل إحساسه قلقاً حائراً يبحث عن الكلمة الحلوة ،ويتعقَّد من الكلمة الشديدة القاسية .