قوله تعالى:{قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي}: هذا أيضاً طلب ثالث ؛يقولون:{ادع لنا ربك يبين لنا ما هي} أي من حيث العمل ؛{إن البقر تشابه علينا} أي اشتبه علينا البقرة المطلوبة ؛وفي الحقيقة أنه ليس في هذا اشتباه ؛إذ ذُكر لهم أنها بقرة ،وذكر لهم سنها ؛وذكر لهم لونها ؛فأين التشابه ؟!لكن هذا من عنادهم ،وتعنتهم ،وتباطئهم في تنفيذ أمر الله ..
قولهم:{وإنا إن شاء الله لمهتدون}: أكدوا الهداية هنا بمؤكدين ؛وهما:"إن "،واللام ؛ومؤكد ثالث ؛وهو الجملة الاسمية ؛وهي أبلغ من الجملة الفعلية ،وأخذوا على أنفسهم أنهم سيهتدون ؛ولكنهم علقوا ذلك بمشيئة الله ،قال بعض السلف:"لو لم يقولوا:{إن شاء الله} لم يهتدوا إليها أبداً ".وهذا فيما إذا كان قصدهم تفويض الأمر إلى الله عزّ وجلّ ؛ويحتمل أن يكون قصدهم أنهم لو لم يهتدوا لاحتجوا بالمشيئة ،وقالوا:"إن الله لم يشأ أن نهتدي "!وما هذا الاحتمال ببعيد عليهم ..
/خ73