وقوله: (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا (وذلك هو السؤال الرابع من يهود لنبيهم موسى إذ سألوه ليدعو ربه فيبين لهم ما هذه البقرة محتجين بأن البقر يشبه بعضه بعضا مما يلبس عليهم ما يريدونه .
لقد كان يهود في غنى عن كل هذه المساءلات التي تنم على التكلف الممجوج وتنم على طبع يستمرىء الموارية وطول الجدل ،إنه الطبع المتلجلج الملتوي الذي يضيق بالاستقامة واليسر والوضوح ،ولا يرضى بغير التكلف والتعسير أسلوبا ومنهاج حياة .لقد كانوا في غنى عن مثل هذه الثرثرة والاكثار من السؤال لو أنهم امتثلوا أمر ربهم وأنابوا إليه مبادرين فجاءوا ببقرة أية بقرة فذبحوها وكفى .
وقوله: (وإنا إن شاء الله لمهتدون (وهذه بادرة خير تحتسب لبني إسرائيل إذ سألوا نبيهم للمرة الرابعة فمضوا لينفذوا ما أمروا به فاستثنوا قائلين: (وإنا إن شاء الله لمهتدون (وفي ذلك صورة من الإنابة والذكرى التي ينبغي أن تقال في مثل هذا الموقف وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ،في هذا الصدد ،لو ما استثنوا ما اهتدوا إليها أبدا .