وقوله: (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها (عادوا بنو إسرائيل الطلب من موسى ليبين لهم ربهم ما لون البقرة ،وذلك امتداد آخر في المساءلة الفارغة الفجة التي ترد بغير تواضع ولا استحياء .
فبين الله لهم أنها صفراء فاقع لونها ،ولا داعي للتأويل في معنى الصفرة أو في موضعها من البقر فخير في مثل هذا الحال أن يؤخذ بالظاهر لندرك أن الصفرة أو في موضعها الأصفر المعروف ولا نحمل في ذلك تكلفا ،وكذلك فإن جسد البقرة كله أو غالبه كان يغمره اللون الأصفر ،أما الفاقع من اللون الأصفر فهو الشديد الصفرة ،وهو من الفقوع والمقصود بالفاقع من لونها الأصفر أن لونها خالص الصفرة لا يخالطه لون آخر .{[76]}
وقوله: (تسر الناظرين (أي أن الناظر إليها يعجب بها لمنظرها ،وذلك من حيث اللون والسمت .