قالوا مجادلين مراوغين:{ ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها} أي يبين اللون الذي يريدها أهي الصفراء أم السوداء أم الخليط من ذلك ، ولقد بين سيدنا موسى اللون ، فقال:{ إنه يقول} مسندا القول لرب العالمين:{ إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ( 69 )} الصفراء هي ما فيها لون الصفرة ، ومعنى فاقع لونها أي خالص صاف له بريق ولمعان ، ولذلك يسر الناظرين ، أي تتلقاه الأنظر بالسرور ، وكأن هذه كانت أوصاف العجل الذي كان المصريون يعبدونه ، وكان يجب عليهم بعد ذلك أن يفعلوا ما أمروا غير متلومين ، ولا متحيرين ولكنهم أثاروا بعد ذلك ما يفيد حيرتهم ، ولا حيرة في ذات الموضوع إنما الحيرة في نفوسهم الملتوية التي سرى إليها تقديس البقرة .