{لهم ما يشاءون فيها} أي لهؤلاء المتقين ما يشاءون{فيها} أي: في الجنة{ولدينا مزيد} يعني مزيد على ما يتمنون ويشاءون ،لأن الإنسان بحكمه مخلوقاً يعجز عن أن يستقصي كل شيء وتنقطع نيته بحيث لا يدري ما يتمنى ،لكن هؤلاء أهل الجنة ،كل ما يشتهون فيها فإنه موجود طيب ،لو اشتهى الإنسان ثمرة معينة كرمان أو عنب أو ما أشبه ذلك يجدها في أي وقت ،كل شيء يشتهيه الإنسان ويطلبه فإنه موجود لا ينتهي ،بل قال الله - عز وجل -:{ولدينا مزيد} يعني نعطيهم فوق ما يشتهون ويتمنون .ومن الزيادة النظر إلى وجه الله - عز وجل - ولهذا استدل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وغيره من أهل العلم بهذه الآية على إثبات رؤية الله - عز وجل - وقال: إن هذه الآية:{لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد} .كقوله تعالى:{للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} ،نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم ،وأن يرزقنا النظر إلى وجهه الكريم في جنات النعيم .