{وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشاً فنقبوا في البلد هل من محيص} لما كانت قريش تكذب النبي عليه الصلاة والسلام وتنكر البعث ،وتقول:{أءذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أءنا لمبعوثون} حذرهم الله - عز وجل - أن يقع بهم ما وقع بمن سبق من الأمم ،فقال:{وكم أهلكنا قبلهم من قرن} أي: كثيراً من القرون أهلكناهم ،والقرن هنا بمعنى القرون ،كما قال تعالى:{وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح} فأمم كثيرة أهلكها الله - عز وجل - لما كذبت الرسل{فنقبوا في البلد} أي: بحثوا في البلاد يريدون المفر واالجأ من عذاب الله ،ولكنهم لم يجدوا مفراً ،ولهذا قال:{هل من محيص} أي لا محيص لهم{ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد} فما أصاب القوم الذين كذبوا الرسل أولاً يصيب من كذب ثانياً ؛لأن الله تبارك وتعالى يقول:{أفلم يسيروا في الأَرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها}