{إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}{إن في ذلك} أي ما سبق من الآيات العظيمة ومنها ما قص الله تعالى في هذه الآيات الكريمة من إهلاك الأمم السابقة ،فيه ذكرى لنوعين من الناس: الأول{لمن كان له قلب} أي: من كان له لب وعقل يهتدي به بالتدبر والثاني:{أو ألقى السمع وهو شهيد} أي استمع إلى غيره ممن يعظه وهو حاضر القلب فبين الله تعالى أن الذكرى تكون لصنفين من الناس:
الأول: من له عقل ووعي يتدبر ويتأمل بنفسه ويعرف ،والثاني: من يستمع إلى غيره ،ولكن بشرط أن يكون شهيداً أي حاضر القلب ،وأما من كان لا يستمع للموعظة ،أو يستمع بغير قلب حاضر ،أو ليس له عقل يتدبر به ،فإنه لا ينتفع بهذه الذكرى ،لأنه غافل ميت القلب .