قوله:{إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} يعني فيما ذكرناه في هذه الآيات من عظيم الأخبار والمواعظ ،وألوان الترهيب والتحذير ،لتذكرة وعبرة لكل ذي عقل يتفكر به ويتدبر{أو ألقى السمع وهو شهيد} أي استمع القرآن وهو حاضر القلب والذهن .فما في هذه السورة وغيرها من القرآن من صور التخويف والتحذير والترشيد ،وألوان الزجر والتنبيه إنما ينتفع به ويتعظ منه الذين يستمعون القرآن في تدبر وادراكا واستبصار .أما الذين يسمعونه وقلوبهم لاهية عنه إلى التفكر في أمور الدنيا ومشاغلها ومشكلاتها ،فأنى لهم أن ينتفعوا بالقرآن أو يتعظوا به أو يزدجروا .