{ولقد خلقنا السماوات والأَرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب} هذه ثلاثة مخلوقات عظيمة بين الله - عز وجل - أنه خلقها في ستة أيام ،وأكَّد هذا الخبر بثلاثة مؤكدات: القسم ،واللام ،وقد .لأن تقدير الآية: ( والله لقد خلقنا السماوات والأرض ) ،فالسماوات معلومة لنا جميعاً وهي سبع سماوات طباقاً ،والأرض هي الأرض التي نحن عليها ،وهي سبع أراضين ،كما جاءت به السنة صريحاً،وكما هو ظاهر القرآن في قوله:{الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأَرض مثلهن} .الثالث:{وما بينهما} أي: بين السماء والأرض ،والذي بين السماء والأرض مخلوقات عظيمة ،يدل على عظمها أن الله جعلها عديلة لخلق السماوات وخلق الأرض ،فهي مخلوقات عظيمة ،والآن كلما تقدم العلم بالفلك ظهر من آيات الله - عز وجل - فيما بين السماء والأرض ما لم يكن معلوماً لكثير من الناس من قبل{في ستة أيام} أولها الأحد وآخرها الجمعة ،ولو شاء عز وجل لخلقها في لحظة ،لأن أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له: كن .فيكون ،لكنه - جل وعلا - يخلق الأشياء بأسباب ومقدمات تتكامل شيئاً فشيئاً حتى تتم ،كما لو شاء لخلق الجنين في بطن أمه في لحظة ،لكنه يخلقه أطواراً حتى يتكامل ،كذلك السماوات لو شاء لخلق السماوات والأرض وما بينهما في لحظة ،ولكنه عز وجل يخلق الأشياء تتكامل شيئاً فشيئاً ،وقال بعض العلماء: فيه فائدة أخرى ،وهي أن يعلّم عباده التأني في الأمور ،وأن لا يأخذوا الأمور بسرعة ،لأن المهم وهو الإتقان وليس الإعجال والإسراع{وما مسنا من لغوب} أي: ما مسنا من تعب وإعياء ،وهذا كقوله تعالى:{أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأَرض ولم يعى بخلقهن} فهو - عز وجل - خلق هذه السماوات العظيمة ،والأراضين ،وما بينها ،بدون تعب ولا إعياء ،وإنما انتفى عنه التعب - جل وعلا - لكمال قوته وقدرته{وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأَرض إنه كان عليماً قديراً}