{ وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقّبوا في البلاد هل من محيص 36} .
{ وكم أهلكنا قبلهم} أي قبل هؤلاء المشركين من قريش{ من قرن هم أشد منهم بطشا} أي قوة ،كعاد وفرعون وثمود{ فنقّبوا في البلاد} أي فضربوا فيها وساروا وطافوا أقاصيها .وقال امرؤ القيس:{[6773]}
لقد نقبت في الآفاق حتى *** رضيتُ من الغنيمة بالإياب
{ هل من محيص} أي هل كان لهم ،بتنقيبهم في البلاد ،من معدل عن الهلاك الذي وعدوا به لتكذيبهم الحق .والضمير على هذا في{ نقبوا} للقرن الذين هم أشد بطشا .وجوز عوده لهؤلاء المشركين .أي ساروا في أسفارهم في بلاد القرون ،فهل رأوا لهم محيصا حتى يتوقعوا مثله لأنفسهم ؟
قال ابن جرير:{[6774]} وقرأت القراء قوله{ فنقّبوا} بالتشديد وفتح القاف ،على وجه / الخبر عنهم .
وذكر عن يحيى بن يعمر أنه كان يقرأ{ فنقّبوا} بكسر القاف ،على وجه التهديد والوعيد .أي طوفوا في البلاد وترددوا فيها ،فإنكم لن تفوتونا بأنفسكم .