قال الله تعالى مبيناً قدرته على ذلك:{قد علمنا ما تنقص الأَرض منهم} الأرض تأكل الإنسان إذا مات ،فالله تعالى يعلم ما تنقص الأرض من أجزاء بدنه ذرة بعد ذرة ،ولو أكلته الأرض ،وقوله:{ما تنقص الأَرض منهم} قد يفيد أنها لا تأكل كل الجسم وفي ذلك تفصيل ،أما الأنبياء فإن الأرض لا تأكلهم مهما داموا في قبورهم ،لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء »وأما غيرهم فقد يبقى الجسم مدة طويلة لا تأكله الأرض إلى ما شاء الله ،وقد تأكله الأرض ،لكن إذا أكلته الأرض فإنه يبقى عجب الذنب ،وعجب الذنب هو عبارة عن الجزء اليسير من العظم بأسفل الظهر ،هذا يبقى بإذن الله لا تأكله الأرض كأنه يكون نواة للجسم عند بعثه يوم القيامة ،فإنه منه يخلق الآدمي في قبره ،فإذا تم النفخ في الصور قاموا من قبورهم لله - عز وجل - وإذا كان الله تعالى عالم بما نقصت الأرض منهم فهو قادر على أن يرد هذا الذي نقصته الأرض عند البعث ،{وعندنا} أي عند الله تعالى{كتاب حفيظ} ،أي: حافظ لكل شيء ،قال الله تعالى:{كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحفظين كراماً كتبين يعلمون ما تفعلون} .