ولكن الله يردّ عليهم كل ذلك بمنطق عقلي يضعهم وجهاً لوجهٍ أمام المعادلة العقلية التي تقيس الأشياء بأمثالها ،ليقف الجميع على القاعدة التي تحكم كل هذه الأمور:{قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الأرْضَ مِنْهُمْ} فيسموتون وتتلاشى أبدانهم وتتحول إلى تراب تتشابه أجزاؤه ،فلا يتمايز جزء منها عن جزءٍ بالنسبة للناظر العادي الذي يتأمل عناصرها الذاتية ،ولكن الله يعرف كل دقائق تلك الأبدان ومواقعها ،بحيث لا يعجزه تركيبها من جديد ،دون أن يختلط شيء منها ،{وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} يحفظ دقائق الأشياء ،فلا يسقط منه أيّ شيء يحتاج إلى حفظه ،وهو اللوح المحفوظ ،كما قيل ،أو أنه كنايةٌ عن علمه الذي لا يغيب عنه شيء .