/م1
المفردات:
ما تنقص الأرض منهم: ما تأكل من لحوم موتاهم وعظامهم .
حفيظ: حافظ لتفاصيل الأشياء كلها .
التفسير:
4-{قد عملنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ} .
إن بعثهم لا صعوبة فيه على الله ،فقد علم ما تأكل الأرض من لحوم موتاهم وعظامهم ،وعنده كتاب حافظ لكل شيء ،وقد سجل فيه كل شيء ،والله تعالى قد أحاط بكل شيء علما ،ومع ذلك سجل أمور الناس في كتاب ،تصويرا لشدة الضبط والإحاطة ،فإن من شأن الناس إذا أرادوا حفظ شيء وضبطه أن يسجلوه في سجل خاص به ،ومن ذلكم دفاتر الحسابات والمبيعات والمشتريات ،والله غني عن كل ذلك ،لكنه أراد تقريب هذا الضبط إلى أذهان البشر ،ولا يبعد على الله استعمال ذلك ،فهو سبحانه قد أحاط بكل شيء علما ،وهو سبحانه سجل أعمال العباد وما يتصل بهم في سجلات يشاهدونها يوم القيامة ،ليزداد يقينهم وتأكدهم ،ولأن هذا أبلغ في العدالة والضبط ،فهذه الكتب بمثابة الشاهد الملموس المحسوس .
قال تعالى:{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} .( الكهف: 49 ) .