/م1
المفردات:
بالحق: بالنبوة الثابتة بالمعجزات .
فهم في أمر مريج: فهم في أمر مضطرب ،من مَرَجَ الخاتم في أصبعه ،إذا تحرك واضطرب من الهزال .
التفسير:
5-{بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج} .
بل للإضراب والانتقال إلى ما هو أعظم من استبعادهم للبعث والحشر ،فهم قد كذبوا بالوحي الإلهي ،وهو القرآن الكريم ،وكذبوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته لما جاءهم ،وقالوا عن القرآن: أساطير الأولين ،وقالوا: أضغاث أحلام ،وقالوا: إنما يعلمه بشر ،وقالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم: ساحر ،وشاعر ،وكاهن ،وكاذب ،وفقير ،وقالوا: إنه بشر ،هلا كان ملكا ،وقالوا غير ذلك مما يدل على اضطرارهم واختلالهم ،فهم لم يثبتوا على حال واحدة من القول ،والقرآن يصور اضطرابهم بحال إنسان يريد أن يوجه تهما متعددة لآخر ،فينتقل من رأي إلى آخر ،ولا يستقر على حال .
قال تعالى:{بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون} .( الأنبياء: 5 ) .
ونلحظ أن القرآن هنا قد استعمل كلمة مناسبة في الرد عليهم حين قال:
{فهم في أمر مريج} .
أي: مضطرب مختلط ،بحيث لا يستقرون على حال ،يقال مرج الأمر -بزنة طرب- إذا اختلط وتزعزع وفقد الثبات والاستقرار والصلاح ،ومنه قولهم: مرجت أمانات الناس ،إذا فسدت وعمتهم الخيانة ،ومرج الخاتم في أصبع فلان ،إذا تخلخل واضطرب لشدة هزال صاحبه .