{وأنه} أي: الله - عز وجل -{أهلك عاداً الأُولى} وهم قوم هود ،و( الأولى ) وصف كاشف ،وليس وصفاً مقيداً ،يعني ليس هناك عاد أولى وعاد ثانية ،بل هي واحدة ،لكنها عاد قديمة سابقة ،ولهذا وصفها بأنها الأولى أي: أنها القديمة السابقة وليس ثمة عاد أخرى ،وهم قوم هود ،وكان الله تعالى قد أعطاهم من القوة والنشاط وشدة البطش ما ليس لغيرهم ،حتى إنهم قالوا من أشد منا قوة ،قال الله تعالى:{أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوةً وكانوا بآياتنا يجحدون} فهؤلاء القوم يفتخرون بشدتهم وقوتهم فأهلكهم الله بألطف الأشياء ،أهلكهم{بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية} ابتدأت من بعد الفجر وانتهت عند الغروب فصارت الأيام ثمانية ،والليالي سبعاً ،{فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية} تحمل الإنسان إلى القمة ثم تقذف به على الأرض فصاروا{كأنهم أعجاز نخل خاوية} والعياذ بالله ،فهؤلاء القوم مع شدة بطشهم وشدة بأسهم لم يمنعهم ذلك من عذاب الله - عز وجل -