ثم قال:{لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله} أي: جعل لكم هذا الثواب ،ليعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله ،وأنهم لا يستطيعون أن يحسدوكم على ما آتاكم اللهمن فضله ،مع محاولتهم الشديدة أن يحسدوا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،كما قال تعالى:{ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم} فيقول - عز وجل - هنا{لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضل الله} لا إعطاء ولا منعاً{وأن الفضل بيد الله} - عز وجل - وهو المدبر لكل ما يريد على حسب ما تقتضيه حكمته{والله ذو الفضل العظيم} أي: صاحب الفضل العظيم ،وما أعظم فضل الله - عز وجل - على عباده ،فقد قال تعالى:{وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجئرون} نسأل الله تعالى أن يؤتينا من فضله ،وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب .وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .