{لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} قيل:"إن لا "زائدة ،والتقدير: ليعلم أهل الكتاب في ما يواجهونه من مواقف المؤمنين السائرين في خط هذا الإيمان الذي يؤتيهم الله أجرهم مرتين ،ويعطيهم النور الذي يمشون به والمغفرة التي يعيشون معها في رضوان الله ونعيم الجنة ،{أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ} لأنهم لا يؤمنون برسول الله ،فلا ينتفعون بإيمانهم ولا يحصلون على شيء من الفضل الإلهي ،على هذا الأساس .
وذكر صاحب تفسير الميزان: والمعنى إنما أمرناهم بالإيمان بعد الإيمان ،ووعدناهم كفلين من الرحمة ،وجعل النور والمغفرة ،لئلا يعتقد أهل الكتاب ،أن المؤمنين لا يقدرون على شيءٍ من فضل الله ،بخلاف المؤمنين من أهل الكتاب ،حيث يؤتون أجرهم مرتين أن آمنوا[ 1] .
وهو خلاف الظاهر ،لأن الظاهر أن المراد هو عدم قدرة أهل الكتاب على شيء من فضل الله ،لا عدم قدرة المؤمنين على ذلك في اعتقاد أهل الكتاب ،ولو كان المراد به ذلك لكان من المفروض التعبير ب «لا تقدرون » كما هو مقتضى سياق الخطاب ،وأما ما ذكره من أن في الآية التفاتاً لخطاب المؤمنين إلى خطاب النبي ،فغير واضح .
وربما كانت «لا » أصليةً لا زائدة ويكون المعنى: إن طريق الإيمان بالله ورسوله مفتوح أمام الناس كافةً ،فلا يعتقد أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيءٍ من فضله ،فباستطاعتهم أن يتحركوا في هذا الاتجاه ليحصلوا على فضل الله ،{وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ} في ما يريد الناس أن يحصلوا عليه من ذلك كله{وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} الذي يمنح فضله لعباده من مواقع لطفه ورحمته .