{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} وعاشوا الإيمان في عقولهم ومواقفهم من موقع المسؤولية المنفتحة على الله في ما يأمر به أو ينهى عنه ،{اتَّقُواْ اللَّهَ} وراقبوه في وعيكم الروحي وفي خطواتكم العملية{وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ} في ثقةٍ عميقةٍ واعيةٍ ممتدةٍ في كل المواقع القيادية في خط الدعوة إلى الله ،والعمل في سبيله ،في ما يمثله ذلك من خط الإيمان العملي الذي يمثل التجسيد للإيمان في العقيدة وفي الكلمة{يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ} أي نصيبين من رحمته ،انطلاقاً من الإيمان في الفكرة والكلمة ،ومن الإيمان في الموقف والنصرة ،{وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ} في الدنيا في ما يتمثل به الوعي الإيماني في طريق الهدى الذي يضيء للناس طريقهم ،فلا تشتبه عليهم المواقف ،ولا تنحرف بهم المواقع ،كما يضيء لهم آفاق الفكر في ما يواجهونه من شبهاتٍ وإشكالات في الآخرة ،حيث يتحرك النور بين أيديهم وعن أيمانهم ،ليسيروا به في طريقهم إلى الجنة ،{وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} وهذا هو الفضل الإلهي الذي يناله المؤمنون من خلال أعمالهم الصالحة في آفاق الإيمان بالله ورسوله .