{هو الذي ينزل على عبده ءايات بينات} لما ذكر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يدعو إلى الإيمان بين أنه نزل عليه صلى الله عليه وسلم{ءايات} أي: علامات دالة على صدقه ،وأن ما جاء به هو الحق ،{بينات} ظاهرات بما اشتملت عليه من القصص النافعة ،والأخبار الصادقة ،والأحكام العادلة ،والفصاحة التامة ،والبيان العجيب ،حتى إن العرب وهم أئمة البلاغة وأمراؤها تحداهم الله - عز وجل - عدة مرات أن يأتوا بمثل هذا القرآن ولم يستطيعوا ،{ليخرجكم من الظلمات إلى النور} قوله:{ليخرجكم} يحتمل أن يكون المراد بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أي يكون سبباً في إخراجكم من الظلمات إلى النور ،ويحتمل أن يعود إلى الله - عز وجل - أي ليخرجكم الله تعالى بهذه الآيات من الظلمات إلى النور ،وكلا المعنيين حق ،قال الله تعالى:{الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} وقال الله تعالى:{الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور} فالنبي صلى الله عليه وسلم سبب في إخراج الناس من الظلمات إلى النور ،وأما المخرج حقيقة فهو الله - عز وجل - ،والمراد بالظلمات: ظلمات الجهل ،وظلمات الشرك ،وظلمات العدوان ،وظلمات العصيان ،وكل ما خالف الحق فهو ظلمة ،وكل ما وافقه فهو نور ،{وإن الله بكم لرءوف رحيم} ،هذه الجملة خبرية مؤكدة بإن ،واللام{لرءوف رحيم} الرأفة أرق الرحمة ،والرحمة أعم ،فهو - عز وجل - رؤوف رحيم ،أي ذو رحمة بالمؤمنين كما قال تعالى:{وكان بالمؤمنين رحيماً} ورحمة الله سبحانه وتعالى إما عامة وإما خاصة ،فالعامة الشاملة لجميع الناس ،والخاصة بالمؤمنين ،كما قال - عز وجل -:{وكان بالمؤمنين رحيماً} فإذا قال قائل: أي رحمة من الله للكافر ؟فالجواب: أمده بأنعام وبنين ،وعقل ،وأمن ،ورزق ،بل الكفار قد عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا قال الله عز وجل:{ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دآبة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى} فإذا سألك سائل: هل لله رحمة على الكافر ؟لا تقل: نعم ولا لا ،أما بالمعنى العام فنعم رحمة ،ولولا رحمة الله به لهلك ،وأما بالمعنى الخاص فلا ،الرحمة الخاصة للمؤمنين فقط قال - عز وجل -:{وكان بالمؤمنين رحيماً}{وإن الله بكم لرءوف رحيم}