{وهديناه النجدين} قيل: أي بينا له طريق الخير ،وطريق الشر .القول الثاني:{هديناه النجدين} دللناه على ما به غذاؤه وهو الثديان ؛فإنهما نجدان لارتفاعهما فوق الصدر ،فهداه الله تعالى وهو رضيع لا يعرف ،فمن حين أن يخرج وتضعه أمه يطلب الثدي ،والذي أعلمه الله عز وجل ،فبين الله عز وجل منته على هذا الإنسان من حين أن يخرج يهتدي إلى النجدين .وفي بطن أمه يتغذى عن طريق السرة ؛لأنه لا يستطيع أن يتغذى من غير هذا ،فلو تغذى عن طريق الفم لاحتاج إلى بول وغائط ،وكيف ذلك ؟لكنه عن طريق السرة يأتيه الدم من دم أمه وينتشر في عروقه حتى يحيا إلى أن يأذن الله تعالى بإخراجه .