{والقمر إذا تلاها} .قيل: إذا تلاها في السير .
وقيل: إذا تلاها في الإضاءة ،ومادامت الاية تحتمل هذا وهذا فإن القاعدة في علم التفسير أن الاية إذا احتملت معنيين لا تعارض بينهما وجب الأخذ بهما جميعاً ،لأن الأخذ بالمعنيين جميعاً أوسع للمعنى .فنقول: إذا تلاها في السير ؛لأن القمر يتأخر كل يوم عن الشمس ،فبينما تجده في أول الشهر قريباً منها في المغرب ،إذا هو في نصف الشهر أبعد ما يكون عنها في المشرق ،لأنه يتأخر كل يوم .أو إذا تلاها في الإضاءة ،لأنها إذا غابت بدأ ضوء القمر لاسيما في الربع الثاني إلى نهاية الربع الثالث فإن ضوء القمر يكون بيناً واضحاً .يعني: إذا مضى سبعة أيام إلى أن يبقى سبعة أيام يكون الضوء قويًّا ،وأما في السبعة الأولى والأخيرة فهو ضعيف ،وعلى كل حال فإن إضاءة القمر لا تكون إلا بعد ذهاب ضوء الشمس كما هو ظاهر .فأقسم الله تعالى بالشمس لأنها آية النهار ،وبالقمر لأنه آية الليل .