/م1
وقوله:{وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا} ،فهو كذلك القمر وحده آية ،وكذلك تلوه للشمس ونظام مسيره بهذه الدقة ،وهذا النظام فلا يسبقها ولا تفوته:{لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تدْرِكَ القَمَرَ وَلاَ الّلَيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} .
وفي قوله تعالى:{إِذَا تَلاهَا} ،أي تلا الشمس ،دلالة على سير الجميع ،وأنها سابقته وهو تاليها .
فقيل: تاليها عند أول الشهر تغرب ،ويظهر من مكان غروبها .
وقد قال بعض أهل الهيأة: تاليها في منزلة الحجم ،أي كبرى وهو كبير بعدها في الحجم ،وفيه نظر .
ولا يخفى ما في القمر من فوائد للخليفة ،من تخفيف ظلمة الليل ،وكذلك بعض الخصائص على الزرع ،وأهم خصائصه بيان الشهور بتقسيم السنة ومعرفة العبادات من صوم ،وحج ،وزكاة ،وعدد النساء ،وكفارات بصوم ،وحلول الديون ،وشروط المعاملات ،وكل ما له صلة بالحساب في عبادة أو معاملة .
وقد جاء القسم بالقمر في المدثر في قوله:{كَلاَّ وَالْقَمَرِ والليل إِذْ أَدْبَرَ} الآية ،وقوله:{وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ} ،مما يدل على عظم آيته ودقة دلالته .