/م1
وقوله:{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا 3} ،والنهار هو أثر من آثار ضوء الشمس .
وجلاها .قيل: الضمير فيه راجع للشمس كما في الذي قبله ،ولكن اختار ابن كثير أن يكون راجعاً للأرض ،أي كشفها وأوضح كل ما فيها ليتيسر طلب المعاش والسعي ،كقوله:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الّلَيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً} ،وقوله:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً} .
وقد أقسم تعالى بالنهار إذا تجلى: أي ظهر ووضح بدون ضمير إلى غيره في قوله تعالى:{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى} ،أي في مقابلة غشاوة الليل يكون تجلي النهار .
وقد بين تعالى عظم آية النهار وعظم آية الليل ،وأنه لا يقدر على الإتيان بهما إلا اللَّه ،كما في قوله:{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلاَ تَسْمَعُونَ 71 قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفلاَ تُبْصِرُونَ} .