{إن سعيكم لشتى} يعني إن عملكم{لشتى} أي لمتفرق تفرقاً عظيماً . فالله عز وجل أقسم بأشياء متضادة على أشياء متضادة: الليل ضد النهار ،الذكر ضد الأنثى ،السعي متضاد صالح وسيىء ،فتناسب المقسم به والمقسم عليه ،وهذا من بلاغة القرآن .فالمعنى أن اختلاف الليل والنهار والذكر والأنثى أمر ظاهر لا يخفى ،فكذلك أعمال العباد متباينة متفاوتة ،منها الصالح ،ومنها الفاسد ،ومنها ما يخلط صالحاً وفاسداً ،كل ذلك بتقدير الله عز وجل ،والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ،ثم فصّل هذا السعي المتفرق فقال:{فأما من أعطى واتقى .وصدق بالحسنى .فسنيسره لليسرى} .