قوله تعالى:{إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} .
تقدم في السورة الأولى قوله تعالى:{قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا 9 وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا 10} ،وكلاهما بالسعي إليه والعمل من أجله ،وهنا يقول: إن سعيكم مهما كان لشتى ،أي متباعد بعض عن بعض .
والشتات: التباعد والافتراق ،وشتى: جمع شتيت ،كمرضى ومريض ،وقتلى وقتيل ونحوه ،ومنه قول الشاعر:
قد يجمع الله الشتيتين بعد ما *** يظنان كل الظن ألا تلاقيا
وهذا جواب القسم ،وفي القسم ما يشعر بالارتباط به ،كبعد ما بين الليل والنهار ،وما بين الذكر والأنثى ،فهما مختلفان تماماً ،وهكذا هما مفترقان في النتائج والوسائل ،كبعد ما بين فلاح من زكاها ،وخيبة من دساها المتقدم في السورة قبلها .