{مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتا وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون 41 إن الله يعلم ما يدعون من دونه من شيء وهو العزيز الحكيم 42وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون 43 خلق الله السماوات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين44} [ 41-44] .
في الآيات:
1- تمثيل للذين يتخذون من دون الله شركاء وأولياء بالعنكبوت وبيتها ،فكما أن بيت العنكبوت هو أهون البيوت وأوهاها فدين أولئك وعقيدتهم هي أهوى العقائد وأهونها أيضا لو عقلوا وتفكروا .
2- وتوكيد بأن الله يعلم حقائق ما يدعونه من دونه وأنه هو العزيز القادر على كل شيء الحكيم في كل شيء .
3- وتنبيه على أن الله إنما يضرب الأمثال للناس ليتبينوا الحق ويعقلوه وأن أصحاب الفهم والإدراك والعلم هم الجديرون بأن يعقلوها ويفهموا مرماها .
4- وتوكيد آخر بأن الله إنما خلق السماوات والأرض بالحق ولحكمة جليلة ولم يخلقهما عبثا .وإن في ذلك آية يدركها المؤمنون الصادقون في رغباتهم ونياتهم .
وصلة الآيات بسابقاتها قائمة كما هو واضح .وقد جاءت بمثابة تعقيب عليها ،والخطاب فيها قوي نافذ .واحتوت تنديدا بالشرك والمشركين وعقولهم وتنويها بالمؤمنين والذين يقنعون بالبرهان حينما يقوم لهم ويفهمون الأمثال حينما تضرب لهم .والآية الثالثة توكيد سقوط أي أهلية وعدم احتمال أي نفع في من يدعوهم المشركون من دون الله .وكان عليهم أن يدركوا ذلك لو كانوا عقلاء .