{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَآءَ} يبتغون عندهم النصرة ،ويطلبون منهم الرعاية والحماية ،ويريدون منهم جلب النفع ودفع الضرر ،ليكونوا لهم قوّةً يركنون إليها ،وقاعدةً يرتكزون عليها ،وملجأً يلجأون إليه ،{كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً} لتأوي إليه ،وتحمي نفسها مما حولها من الأخطار ،ولكنه لا يحمل من البيت إلا اسمه ،{وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُون} ويفكرون بعقولهم ،لأنه لا يملك أساساً ،ولا يدفع حرّاً ولا برداً ،ولا يمنع من شيء ،فالشوكة تمزقه ،والريح تنسفه .وهكذا هو موقع هؤلاء الأولياء من دون الله ،فهم لا يرتكزون على أيّة قوّة ذاتيةٍ من أيّة جهةٍ من الجهات ،فلا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً ولا موتاً وحياةً ولا نشوراً ،فكيف يملكونه لغيرهم .وإذا كان الأمر على هذا المستوى ،فقد تأخذ القضية طبيعة القاعدة العامة التي تشمل كل جوانب الحياة ،في كل مواطن الولاية التي يركن الناس فيها إلى بعض الأشخاص الذين لا تلتقي ولايتهم بولاية الله والرسول ،بل تلتقي بمواطن الكفر والضلال ،في ما تتخذه لسيطرتها من مواقع ووسائل وأهداف .