{ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ( 25 ) لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني الحميد ( 26 )} [ 25 – 26] .
الآيتان استمرار في السياق ،وفيهما التفات إلى المشركين وتنديد بسبب ما يبدو منهم من تناقض ،فلو سئلوا عمن خلق السماوات والأرض لأجابوا أنه الله ثم يقفون من الدعوة إليه وحده ومن رسوله موقفهم العنيد العجيب .وقد أمرتا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يحمد الله على هداه ،وقررتا حقيقة أمر الكفار ،وهي أن أكثرهم جاهلون فيقعون في التناقض جهلا وحمقا .كما قررتا حقيقة من حقائق الله عز وجل وهي أن كل ما في السماوات والأرض له ،وأنه الغني عن الناس ،المستوجب للوجود والحمد ،سواء آمنوا به أم جحدوه .
والآية الأولى صريحة في تقرير عقيدة مشركي العرب بكون الله هو الخالق الرازق المتصرف في الكون مما حكته آيات عديدة أخرى مرت أمثلة منها في السور السابقة .ومن هنا جاء الإفحام قويا مستحكما ضدهم .