{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ السَّمَواتِ وَالاَْرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} من منطق الفطرة التي تكتشف الله في كل مظهر من مظاهر الوجود بشكلٍ عفويٍ طبيعي ،ما يفرض عليهم أن يلتزموا بنتائج الاعتراف بهذا المنطق ،في الجانب التفصيلي من علاقة الوجود بالله ،وحركة الإنسان في الخضوع لإرادته ،{قُلِ الْحَمْدُ لِلَّه} في ما ينبغي له من الحمد في عمق صفاته الحسنى وفي ما يظهره من حقائق الأمور في العقيدة والحياة ،{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} لاستغراقهم في الغفلة الضائعة في أجواء الأحلام والشهوات ،فلا يملكون معها ما ينفتحون به على الحقيقة التوحيدية في آفاق الله ،ولا يطيقون الدخول في مناقشات جدّية حول ما هو الحق والباطل في هذه العقيدة أو تلك ،بل يرتبطون بالجانب السهل من القضايا والأساليب ،ما يجعلهم فريسةً سهلةً لكل المضلِّلين والمنحرفين على الفكر والموقف .
وتبقى القلّة من الناس ،التي تملك العقل والإِرادة والعمق في الأمور ،فتواجه العقيدة من موقع الفكر الجدّي ،والمتابعة الدائبة ،والحوار العلمي الرصين ،والنفس الطويل الذي يرصد الفكرة البعيدة ليقترب منها بالبحث والتأمّل ،ليصل إليها ولو بعد حين ،فيؤمنون من خلال ذلك بالله ،ويلتزمون نهجه ،ويتحركون في هداه .