{إلا عباد الله المخلصين ( 40 ) أولئك لهم رزق معلوم ( 41 ) فواكه وهم مكرمون ( 42 ) في جنات النعيم ( 43 ) على سرر متقابلين ( 44 ) يطاف عليهم بكأس من معين( 1 ) ( 45 ) بيضاء لذة للشاربين ( 46 ) لا فيها غول( 2 ) ولا هم عنها ينزفون( 3 ) ( 47 ) وعندهم قاصرات( 4 ) الطرف( 5 ) عين ( 48 ) كأنهن بيض( 6 ) مكنون( 7 ) ( 49 )} [ 40 – 49] .
في الآيات وصف لما يكون من أمر المؤمنين يوم القيامة مقابل وصف ما يكون من أمر الكفار على سبيل الاستطراد وهو ما جرى عليه النظم القرآني .وقد بدأت بحرف الاستثناء ليعني أن عباد الله المخلصين مستثنون من ذلك المصير الذي حكي أنه سيكون بالنسبة للكفار .فلهم الرزق الوافر والفواكه والتكريم في جنات النعيم حيث يجلسون متقابلين على الأسرة ويطاف عليهم بشراب أبيض لذيذ من منبع لا ينضب ولا يسبب خمارا ولا نزيفا لشاربه ويتمتعون بالنساء النجل العيون اللاتي كأنهن اللؤلؤ بياضا وجمالا ،والطاهرات المصونات عن الابتذال .
والآيات متصلة بالسياق كما هو المتبادر .وأسلوبها قوي مثل سابقاتها ،ومن شأنها إغراء السامعين وحملهم على الاستجابة وإثارة الطمأنينة والغبطة في قلوب المؤمنين وهو مما استهدفته الآيات على ما هو المتبادر أيضا .
والوصف هنا كالوصف هناك مستمد من مألوفات الناس وصور الحياة الدنيا ؛لأنه أقوى على التأثير على ما قلناه في صدد الآيات السابقة .مع واجب الإيمان بحقيقة ما انطوى فيها من مشهد أخروي .