{ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون ( 38 )} [ 38] .
جاءت الآية معقبة على ما سبقها ؛حيث تقرر أولا تناقض المشركين العجيب في اتخاذهم شركاء مع الله مع أنهم لو سألهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمن خلق السماوات والأرض لاعترفوا بأنه الله عز وجل ،وحيث تأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثانيا بسؤالهم سؤالا يتضمن جواب النفي والتحدي والتهوين عما إذا كان هؤلاء الشركاء قادرين على دفع ضر يريده الله به أو منع رحمة يناله بها ،وحيث تأمر النبي ثالثا بأن يعلن أن الله هو حسبه وكافيه وهو وحده الجدير بأن يتوكل عليه المتوكلون .والآية كما هو ظاهر قوية نافذة في سؤالها وتحديها وأمرها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن يعلن أن حسبه الله الذي يتوكل عليه المتوكلون .
والآية وإن كانت موجهة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لتثبيته إزاء موقف المشركين فإن تلقيها مستمر المدى لكل مسلم في كل وقت .يستمد منها القوة والطمأنينة وعدم الخوف من غير الله وعدم الاعتماد والتوكل على غير الله ،والوقوف في وجه المشركين به المنحرفين عن صراطه موقف القوة والتحدي والنضال .ولقد علقنا في مناسبة سابقة على التوكل عليه وما يهدف القرآن من الأمر بذلك من معالجة وتثبيت للمؤمنين المتوكلين على الله فنكتفي بهذا التنبيه .