( 2 ) الصديقون: هناك من قال: إن الكلمة تعني لغويا كثيري الصدق والتصديق ،وأنها عنت السابقين الأولين لكثرة وشدة تصديقهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .وقد وصف مريم بالصديقة في آية سورة المائدة ( 75 ) وجاءت كلمة الصديقين في آية سورة النساء هذه:{ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} ( 69 ) .وقد تكون الكلمة تعني طبقة استغرقت في طاعة الله فصارت ذات حظوة عنده بعد النبيين .ومع ذلك فمجيئها بعد جملة:{والذين آمنوا بالله ورسله} تعني أن المخلصين من هؤلاء هم الصديقون .
( 3 ) الشهداء: هناك من قال إن الكلمة عنت الذين قتلوا في سبيل الله .وهناك من قال: إنها عنت الأنبياء والملائكة الذين يشهدون على الناس يوم القيامة .وهناك من قرأ:{الصديقون والشهداء} كجملة واحدة وقال: إنها تفيد أن كل مؤمن مخلص صديق شهيد .وهناك من قال: إن كلا منهما تعني فئة غير الأخرى وقد رجح الطبري هذا ،وترجيحه وجيه .ونرجح إلى هذا أنها عنت الذين قتلوا في سبيل الله .
/م18