1 تمور: تتحرك وتضطرب .
{أآمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور1 ( 16 ) أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا 2 فستعلمون كيف نذير ( 17 ) ولقد كذب الذين من قبلهم فكيف كان نكير 3 ( 18 ) أولم يروا إلى الطير فوقهم صافات4 ويقبضن5 ما يمسكهن إلا الرحمان إنه بكل شيء بصير ( 19 ) أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمان إن الكافرون إلا في غرور ( 20 ) أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا 6 في عتو7 ونفور8 ( 21 ) أفمن يمشي مكبا 9 على وجهه أهدى أمن يمشي سويا 10على صراط مستقيم ( 22 )} [ 16-22] .وهذه الآيات موجهة أيضا للسامعين الكافرين .وقد تضمنت:
1- إنذارا بأسلوب سؤال إنكاري ،عما إذا كانوا آمنوا وهم يكذبون بآيات الله ورسله ،من أن يخسف الله بهم الأرض فتميد تحت أقدامهم ،أو يرسل عليهم رجوما من الحجارة فيرون حينئذ مصداق نذره ووعيده .
2- وتذكيرا لهم بما كان من تكذيب الأمم السابقة وبما كان من عذاب الله فيهم .
3- ولفتا لنظرهم إلى الطير التي تطير في السماء فتبسط أجنحتها أو تقبضها ،وما يمسكها عن السقوط إلا الله ؛حيث ينطوي في هذه الظاهرة دليل على قدرة الله ،وكونه البصير بكل شيء ،المدبّر لكل شيء .
4 – وتنديدا إنذاريا آخر بأسلوب السؤال الإنكاري ،عمن يمكن أن ينصرهم من دون الله ،إذا ما جاء وقت عذابه لهم ،أو عمن يرزقهم غيره إذا هو أمسك عليهم الرزق ،ومع ذلك فقد تمادوا في العتو والتمرد على دعوة الله والنفور منها ،حيث صاروا بذلك مستحقين لهذا وذاك .
5 - سؤالا تنديديا آخر عمن هو الأفضل ،أهو الذي يمشي مكبا على وجه لا يرى طريقه ،أم هو المستقيم في مشيته الذي يرى الطريق الواضح المستقيم ويسير فيه .
والآيات استمرار للآيات السابقة سياقا وموضوعا ،وهي قوية محكمة في تنديدها وإنذارها .