{فلينظر الإنسان إلى طعامه( 24 ) أنا صببنا الماء صبا( 25 ) ثم شققنا الأرض شقا( 26 ) فأنبتنا فيها حبا( 27 ) وعنبا وقضبا1 ( 28 ) وزيتونا ونخلا ( 29 ) وحدائق غلبا2( 30 ) وفاكهة3 وأبا4 ( 31 )متاعا لكم ولأنعامكم( 32 )} [ 24-32] .
الآيات جاءت معقبة على ما سبقها من الآيات كما هو المتبادر ،واستمرارا لها سياقا وموضوعا ،فعلى ذلك الإنسان الجاحد المتمرد على الدعوة إلى الله وغير القائم بحق الله أن ينظر ويفكر فيها يتمتع به مما يسره الله له من أسباب الغذاء المتنوع له ولأنعامه ليرعوي عن موقفه ؛لأنه سوف يرى أن كل هذا إنما يتم له بتيسير الله ورعايته .
ومع أن ورود جمع المخاطب في الآية الأخيرة يجعل الكلام موجها في الدرجة الأولى إلى السامعين وبخاصة المكابرين الجاحدين منهم ،فإن أسلوب الآيات وبدأها بخطاب الإنسان يجعلها كذلك عامة التوجيه والتنديد أيضا .
والمتبادر أن ما عددته الآيات من نعم الله على الإنسان من أنواع الغذاء لم يكن على سبيل الحصر ،وإن كان يتضمن التنويه بما فيه قوام حياة الإنسان والأنعام تقوية للتذكير وإحكاما للتنديد .كذلك فإن الآيات ليست بسبيل بيان نواميس الطبيعة ،وإنما هي بسبيل الوعظ والتذكير بما هو ماثل للناس وواقع تحت مشاهدتهم وحاصل بممارستهم ،وفيه متاع متنوع الأشكال والصور لهم ،وقد استهدفت إيقاظ الضمير الإنساني وحمله على الاعتراف بفضل الله وحقه وربوبيته .وهذا وذاك مما يلحظ في جميع الفصول القرآنية المماثلة .