{ آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين91}الاستفهام للتوبيخ على تأخره وقد آمن حيث لا ينفع نفس إيمانها ، والاستفهام منصب على{ آلآن} ، والتوبيخ على تأخر الإيمان إلى وقت الغرق ولذا يقول سبحانه:{ وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} ، وقد أشار سبحانه إلى أمرين:
الأمر الأول – يتعلق فرعون نفسه وقد عصى من قبل وادعى الألوهية وكفر بالوحدانية واصطناعه العصاة مثله وخضوعه للسحر والكهانة .
الأمر الثاني – يتعلق بعمله{ وكنت من المفسدين} أرهقت الناس بظلمك وأضعفت إرادتهم وقتلت نخوتهم وجعلتهم عبيدا ، ولا فساد في أمة أكثر من فناء آحاد ها حتى يكونوا كالآلات يحركها ويدفعها ، ووصف سبحانه فساده بالاستمرار طول حياته وحياة أمثاله ، فعبر ب{ كنت} التي تدل على الاستمرار ، ووضعه في صف المفسدين في الأرض وقد كان أشدهم عتوا وطغيانا .
لقد نجاه الله ببدنه ليكون آية دالة على قدرة الله تعالى وليراه الناس مثلا واضحا لمن أرهق شعبه وظلم وطغى وبغى وأكثر الفساد ، ونرى ذلك دائما فيمن يحاكونه وكأنه على مقربة منا .