وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بني إسرائيل وأنا من المسلمين 90 آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين 91 فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون 96 ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات فما اختلفوا حتى جاءهم العلم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 93
ضاق فرعون ذرنا ببني إسرائيل ، ومع أن الآيات توالت عليه حتى بلغت تسعا ، ومع كل هذا أراد الفتك ببني إسرائيل ، وكان موسى قد تبوأ لقومه مكانا يقيمون فيه شعائر دين التوحيد فأمر الله نبيه- عليه السلام- أن يضرب البحر بعصاه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، وكانت الفروق اثنى عشر فرقا بقدر عدد أسباطهم فاجتازوه وأتبعهم أي أدركهم ولاحقهم وقد أعد العدة لإبادتهم ، وحسب أنه ناج مثلهم من الغرق فانطبق البحر عليه فأغرقه ومن معه .
{ وجاوزنا ببني إسرائيل البحر} أي اجتازوه بأمر الله تعالى وعنايته بهم{ فأتبعهم فرعون وجنود ه بغياوعدوا} أي لاحقوهم بغيا من عند أنفسهم وعدوا{ حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل}ذهب عنه غروره ساعة أن أدركه الغرق وبان ضعفه وتكاثرت عليه آيات الله التي جاءت على يد موسى وأخيه فآمن ساعة الموت حيث لا يقبل الإيمان:{ وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما18}( النساء ) .
وقد بين الله تعالى لفرعون أن إيمانه غير مقبول