91{الآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} .
أي: أتؤمن الآن ،في وقت لا ينفع نفسا إيمانها .وهو الوقت الذي تأكدت فيه من الموت ؛فصار العمل اضطرارا لا اختيار فيه .ويزيد من عظم التبعة ،أن فرعون قد أسرف في المعصية والعدوان ،وعظم فساده في الأرض .
قال أبو السعود: وهذه الآية ؛لتشديد التوبيخ والتقريع ،على تأخير الإيمان إلى هذا الآن ؛ببيان أنه لم يكن تأخيره لعدم بلوغ الدعوة إليه ،ولا للتأمل والتدبر في دلائله وآياته ،ولا لشيء آخر مما عسى يعد عذرا في التأخير ؛بل كان ذلك على طريقة الرد و الاستعصاء والإفساد .ا ه .
لقد امتنع فرعون عن الإيمان ،وصد بني إسرائيل ومنعهم عن الإيمان ؛فضاعف الله عذابه .
قال تعالى:{الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون} .( النحل: 88 ) .