{ إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون 96 ولو جاءتهم آية حتى يروا العذاب الأليم 97} .
بين سبحانه أن الذين كفروا حقت عليهم كلمت ربك بالكفر فلا يؤمنون بأية آية مهما تكن واضحة .
تبين الآية حال المشركين فهم لا يؤمنون لنقص في المعجزة الكبرى ولكن لأنهم سبقوا إلى الرد وأصروا عليه إصرار ونفروا من الحق لا يردهم إليه معجزة ، هم يطلبون معجزات مادية ولو جاءتهم لأنكروها وتنكروا لها بعد فترة من الزمان ، وقد كانت التجربة مصدقة في فرعون وملئه فمع الآيات التسع التي جاءت ما آمنوا .
{ إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون 96} يؤكد سبحانه أن الذين ثبتت عليهم كلمة الله تعالى أنهم في سجل الكافرين ، لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية ولو كانت مما يطلبون ، أي لو تضافرت الآيات معجزات كلها وجاءت مجتمعة لا يؤمنون ، وأقرب القول أن يقولوا سحرت أعيننا فالجحود ملازم لهم لا يزايلهم أبدا . كان التأكيد في هذا الحكم ب{ إن} المؤكدة بقوله تعالى:{ لا يؤمنون} تعبيرا بالمضارع دليلا على أن الإيمان ليس من شأنهم ، وأنهم لا يذعنون وليس من طبعهم أن يؤمنوا بشيء بل الجحود شأنهم .
إن الكفر ينمي بعضه بعضا ، فالكافر يبدأ جاحدا ثم يعاند ثم يؤذي المؤمنين ويحاربهم ثم يسير في طريق الفساد حتى يتمكن الكفر منه فلا يؤمن .
وإذا كانوا كذلك فلن يؤمنوا بآيات الله مهما وضحت وبهرت الأنظار ، وتستمر لجاجتهم في الكفر حتى يروا العذاب الأليم في الدنيا والآخرة .
أما في الدنيا فقد كانت في الماضي بالآيات المدمرة ، أما بعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم فبالمقاومة لشركهم بالحرب ، وجند لهم أبطالهم ، ذلك لأن النفس الجاحدة تغريهم النصرة بالمخالفة والفساد ،والسيف قد ينبهها فيهتدي من يهتدي . وفي الآخرة فالعذاب في جهنم وبئس المصير .