{ واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين115} .
الأمر في هذه الآية وما قبلها للنبي صلى الله عليه وسلم ابتداء ، ولمن يتبعه من المؤمنين انتهاء ، وهنا ملاحظة بيانية ، تليق بالقرآن الكريم المعجزة الكبرى في بيانه ، وكل شئونه .
هذه الملاحظة هي أنه في المطالب الإيجابية يكون الخطاب في هذه الآيات للنبي صلى الله عليه وسلم ابتداء ، ويكون لأمته بالتبع ، ولكن في هذه الآيات نجد النهي متجها ابتداء إلى الجماعة الإسلامية ، فقال تعالى:{ ولا تطغوا} وقال تعالى:{ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا}؛ لأنه لا نهي إلا حيث يتصور وقوع النهي عنه ، ولا يمكن أن يتصور من النبي صلى الله عليه وسلم طغيان ، أو ركون إلى الظالمين .والصبر ضبط النفس عند وقوع ما لا يرغب ، أو ما يرغب ، فالصبر على النعمة ، لا يفرح بها فلا يبطرها بل يشكرها ، والصبر على وقوع ما لا يرغب بأن تنزل به شديدة فإنه يكون بألا يفزع ولا يهلع ، فيضطرب تفكيره ، ويطيش ولا يتدبر الأمر في رفق ، وثبات جأش ، واطمئنان وقلب .
وبين الله تعالى أن الصبر من إحسان المحسنين فقال تعالت كلماته:{ واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} أي الذين يعملون العمل الصالح ، ويحسنونه ، ويداومون عليه بالصبر ، ولا يجزعون لحرمان أو شدة ، ولا يأشرون ويبطرون إن اختبرهم الله تعالى .
الفساد يعم بسكوت الأخيار
قال تعالى: