ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين 96 إلى فرعون وملإيه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد97 يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم الناس وبئس الورد المورود98 وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود99
قلنا إن قصص القرآن لا مكرر فيه ، وإن كان يبدو ظاهر الأمر أن فيه تكرار ؛ لأن الذكر يكون على قدر العبرة .
وهنا في هذا الموضع يذكر أحوال الأمم الذين يبعث النبيون إليهم ، ولذا ذكر قوم فرعون ، وما حل بهم من اتباعهم فرعون ، ولم يفصل الآيات المتوالية التي كانت تجري على يدي موسى آية بعد آية ، وهم لم يرتدعوا حتى أهلكهم الله تعالى بالغرق كما ذكر سبحانه ذلك في سورة الأعراف ، وكما ذكر حال فرعون وقد أصابه الغرق ، وآمن في آخر رمق في حياته إيمانا لا يقبله الله تعالى .
قال تعالى:{ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين 96}أكد الله تعالى إرسال موسى واكد إرساله بالآيات البينات بحجة ظاهرة قاهرة ، وسماها سلطانا مبينا ، أي بينا ، وتسمية الحجة سلطانا ؛ لأنها تجعل لصاحبها سلطانا غالبا من الاحتجاج